منتديات روائع مـطـر- Rwaa3 Matar
منتديات روائع مطرترحب بكم وتهنيكم بحلول شهر رمضان المبارك لعام1432 هـ
عزيزى الزائر اختي الزائرة :
إذا كانت هذه زيارتك الأولى لعالم المنتديات وترغب بالتعرف على المزايا عليك الضغط على المنتدى وإذا رغبت وأحببت الإنضمام إلى أسرة المنتدى ينبغي عليك التسجيل معنا أولآ بالضغط هناعلى التسجيل حتى تتمكن من المشاركة معنا في المجالـــس . ..
أما إذا كنت احد اعضائنا فسجل الدخول
إدارة المنتدى
منتديات روائع مـطـر- Rwaa3 Matar
منتديات روائع مطرترحب بكم وتهنيكم بحلول شهر رمضان المبارك لعام1432 هـ
عزيزى الزائر اختي الزائرة :
إذا كانت هذه زيارتك الأولى لعالم المنتديات وترغب بالتعرف على المزايا عليك الضغط على المنتدى وإذا رغبت وأحببت الإنضمام إلى أسرة المنتدى ينبغي عليك التسجيل معنا أولآ بالضغط هناعلى التسجيل حتى تتمكن من المشاركة معنا في المجالـــس . ..
أما إذا كنت احد اعضائنا فسجل الدخول
إدارة المنتدى
منتديات روائع مـطـر- Rwaa3 Matar
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات الكمبيوتر والأنترنت, التصاميم والجرافيكس, برامج نت,جوال , ادبي , ثقافي , علمي, ترفيه,العاب,اهتممات الأسرة ,افلام , اندرويدAndroid
 
الرئيسيةالبوابةالتسجيلأحدث الصورالعاب فلاشدخول
تم إنشاء المجموعه البريديه منتديات روائع مـطـر- Rwaa3 Matar على Windows Live  البريد الإلكتروني للمجموعة: Rwaa3Matar@groups.live.com قم بنسخ هذا العنوان ولصقه في المستعرض الخاص بك: http://Rwaa3Matar.groups.live.com

 

 العالم المسلم أبن البيطار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
aymanmtr
مراقب
مراقب
aymanmtr


عدد الرسائل : 974
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 07/01/2009

العالم المسلم أبن البيطار Empty
مُساهمةموضوع: العالم المسلم أبن البيطار   العالم المسلم أبن البيطار Icon_minitime1الأحد يناير 18, 2009 9:24 pm

ابن البــيــطـــــــــار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سيد العلماء النباتيين في القرون الوسطى

العالم المسلم أبن البيطار 32

هو ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي نسبة إلى مدينة مالقة التي ولد فيها بالأندلس ويعرف بابن البيطار، ولد حوالي سنة 1197 وتوفي في دمشق سنة 1248، وتلقى علومه في إشبيلية على أيدي علمائها مثل أبو العباس وعبد الله بن صالح وغيرهما.
يعتبر ابن البيطار أعظم عالم نباتي ظهر في القرون الوسطى ومن أكثر العلماء إنتاجاً، درس النباتات وخواصها في بلاد واسعة، وكان لأبحاثه الأثر الكبير في السير بهذا العلم خطوات مهمة، فقد بدأ حياته العلمية في الأندلس، ثم انتقل في أول شبابه إلى المغرب، فجاب مراكش والجزائر وتونس باحثاً ودارساً ومحاوراً الباحثين بعلم النبات والعاملين به، ثم تابع جولاته منتقلاً إلى آسيا الصغرى ماراً بأنطاكية ومنها إلى سوريا ثم إلى مصر فالحجاز وغزة والقدس وبيروت ُثم انتقل إلى بلاد الإغريق ووصل إلى أقصى بلاد الروم، وكان في كل محطاته مثال العالم الباحث في علوم الأدوية والنباتات.
في مصر اتصل ابن البيطار بالملك الكامل واعتمد عليه الملك الأيوبي في أمور الأدوية والنبات وجعله رئيساً على سائر العشابين (أي نقيباً للصيادلة)، وبعد وفاته انتقل إلى خدمة ابنه الملك الصالح وكان حظياً عنده متقدماً في أيامه، فذاع صيته واشتهر شهرة عظيمة.
آثاره: يعتبر كتابه "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" والمعروف "بمفردات ابن البيطار" من أنفس الكتب النباتية وأشهرها، ألفه بعد دراسات مضنية، وبعد أن جاب كل تلك البلاد، حيث أودع فيه كل تجاربه ومشاهدته خلال سني أبحاثه الطويلة، معتمداً المنهج العلمي في البحث والتنقيب، وعلى التجربة والمشاهدة كأساس لدراسة النبات والأعشاب والأدوية، فشرح في مقدمة كتابه المنهج الذي اتبعه في أبحاثه فيقول: "… ما صحَّ عندي بالمشاهدة والنظر، وثبت لدي بالمخبر لا بالخبر أخذتُ به، وما كان مخالفاً في القوى والكيفية والمشاهدة الحسية والماهية للصواب نبذته ولم أعمل به…".
ضمّن كتابه شروحاً مفصَّلة لعدد كبير من الأدوية (1400 دواء بين نباتي وحيواني ومعدني، ومنها 300 دواء جديد من ابتكاره الخاص) معتمداً على مؤلفات (أكثر من مائة وخمسين كتاباً بينها عشرون كتابا يونانياً)، وقد بيّن الخواص والفوائد الطبية لجميع هذه العقاقير وكيفية استعمالاتها كأدوية أو كأغذية.

العالم المسلم أبن البيطار Nimg7173
ومن مزايا كتابه هذا ترتيبه حسب حروف المعجم لتقريب مأخذه وليسهل على الأطباء والطلبة الاطلاع عليه دون مشقة أو عناء.
كما ذكر فيه الأدوية الخاطئة التي تستعمل بالتواتر، وفنَّد وهمها معتمداً على تجاربه ومشاهداته، كما أنه ذكر فيه أسماء الأدوية بسائر اللغات المتباينة بالإضافة إلى منابت الدواء ومنافعه وتجاربه الشهيرة، وكان يقيِّد ما كان يجب تقييده منها بالضبط والشكل والنقط تقييداً يضبط نطقها حتى لا يقع الخطأ أو التحريف عند الذين ينسخون أو يطَّلعون عليه، وذلك لأهمية الدواء وتأثير الخطأ على حياة الناس.
كما أنه دوّن فيه كل الشروح والملاحظات المتعلقة بتخزين النباتات وحفظها وتأثير ذلك على المواد الفعَّالة والمكونات الغذائية الموجودة فيها.
يصف كتاب الجامع تلميذه ابن أبي أصيبعة في كتابه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" فيقول: "لا يوجد أجلّ ولا أجوَد منه"، ويصف شخصية ابن البيطار فيقول: "رأيت من حسن عشرته وكمال مروءته وكرم نفسه ما يفوق الوصف، وشاهدت معه في ظاهر دمشق كثيراً من النباتات في مواضعها، ووجدت عنده من الذكاء والفطنة والدراية في النبات وفي الكتب المؤلفة في هذا العلم ما يثير التعجب لذاكرته المتوقدة النادرة، فكان يذكر كل دواء في أي كتاب ذكر وفي أي مقالة من هذا الكتاب وفي أي عدد هو من جملة الأدوية المذكورة في تلك المقالة، إن ابن البيطار هو أوحد زمانه وعلاّمة عصره في معرفة النبات وتحقيقه واختياره ومواضع نبته ونعت أسمائه على اختلافها وتنوعها".
ويقول عنه ماكس مايرهوف: "إنه أعظم كاتب عربي خلّد في علم النبات".
وبعترف المستشرق روسكا بأهمية هذا الكتاب وقيمته وأثره الكبير في تقدم علم النبات ويقول:
"إن كتاب الجامع كان له أثره البالغ في أوروبا، وكان من أهم العوامل في تقدم علم النبات عند الغربيين".
والباحثة الألمانية زيغريد هونكه تقول في كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب": إن ابن البيطار من أعظم عباقرة العرب في علم النبات فقد حوى كتابه الجامع كل علوم عصره وكان تحفة رائعة تنم عن عقل علمي حي، إذ لم يكتفِ بتمحيص ودرس وتدقيق 150 مرجعا بل انطلق يجوب العالم بحثاً عن النباتات الطبية فيراها بنفسه ويجري تجاربه عليها إلى أن وصل به الأمر ليبتكر 300 دواء جديد من أصل 1400 دواء التي تضمنها كتابه مع ذكر أسمائها وطرق استعمالها وما قد ينوب عنها، كل هذه عبارة عن شواهد تعرّفنا تماماً كيف كان يعمل رأس هذا الرجل العبقري".
تُرجم كتابه إلى عدة لغات وكان يُدرَّس في معظم الجامعات الأوروبية حتى عهود متأخرة، وطبع بعدة لغات وبعدة طبعات، وفي اللغة العربية طبع عام 1874 في مصر بأربعة أجزاء ونشرته دار صادر في بيروت 1980 في مجلدين، ويوجد العديد من المخطوطات لهذا الكتاب موزعة في عدد من مكتبات العالم ومتاحفه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aymanmtr
مراقب
مراقب
aymanmtr


عدد الرسائل : 974
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 07/01/2009

العالم المسلم أبن البيطار Empty
مُساهمةموضوع: تابع   العالم المسلم أبن البيطار Icon_minitime1الأحد يناير 18, 2009 9:27 pm

- كتاب المغني في الأدوية المفردة: يلي كتاب الجامع من حيث الأهمية، ويقسم إلى عشرين فصلاً، ويحتوي على بحث الأدوية التي لا يستطيع الطبيب الاستغناء عنها، ورتَّبت فيه الأدوية التي تعالج كل عضو من أعضاء الجسد ترتيباً مبسطاً وبطريقة مختصرة ومفيدة للأطباء ولطلاب الطب، ويوجد منه العديد من النسخ المخطوطة.
- كتاب الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام.
- شرح أدوية كتاب ديسقوريدس وهو عبارة عن قاموس بالعربية والسريانية واليونانية والبربرية وشرح للأدوية النباتية والحيوانية.
- مقالة في الليمون - كتاب في الطب - الأفعال الغريبة والخواص العجيبة - ميزان الطبيب - رسالة في التداوي بالسموم.
لقد أسهم ابن البيطار في تطور الحضارة البشرية من خلال علوم النبات والصيدلة والطب اسهاماً عظيماً بإكتشافاته العلمية الهامة، ومؤلفاته التي تركها خير برهان على تفوقه ونبوغه، مما جعله يرقى إلى مصاف كبار علماء العرب والمسلمين الذين أغنوا المكتبة العربية والعالمية ببحوثهم ودراساتهم القيّمة.
إن علم النبات قد ازدهر كثيراً عند العرب منذ القرن الرابع للهجرة، وما زالت بعض الأسماء تشعُّ في تاريخ الأدب الطبي، منهم: ابن جلجل، والشريف الإدريسي، وابن الصوري، وأبو العباس النباتي وغيرهم، فكانوا رواداً بحق، برعوا في معرفة الأدوية النباتية والحيوانية والمعدنية، وافتتحوا الصيدليات العامة في زمن المنصور، كما ألحقوا الصيدليات الخاصة بالبيمارستانات (المستشفيات)، وكان للصيدلية رئيس يسمى "شيخ صيدلانيي البيمارستان" وجعلوا على الصيادلة رئيساً سمي (رئيس العشابين أي نقيب الصيادلة) ووضعوا كتباً خاصة بتركيب الأدوية أطلقوا عليها اسم الأقرباذين.
نجد وصفاً معبِّراً كتبه أبو العباس القلقشندي (المتوفى سنة 812 هجرية) عن الصيدلية الملحقة بالبيمارستان، فيقول: كان فيها من أنواع الأشربة والمعاجين النفيسة، والمربيات الفاخرة، وأصناف الأدوية، والعطور الفائقة التي لا توجد إلا فيها، وفيها من الآلات النفيسة والآنية الصينية من الزبادي والبراني، ما لا يقدر عليه سوى الملوك، ويقف الصيدلي بباب الصيدلية لابساً ثيابه البيضاء يصرف الدواء ومن ورائه الرفوف الممتلئة بالأدوية والقوارير ….
خاتمة: يتبين لنا من خلال هذا العجالة السريعة ومن خلال المؤلفات التي تركها العلماء العرب المجهودات المضنية التي بذلوها في تنظيم فن الصيدلة، إذ أن هذا العلم يدين لهم بالشيء الكثير إن لم يكن من اختراعهم، وما ساعدهم على ذلك كون علمائهم كانوا كيميائيين وأطباء في الوقت ذاته، وفنّ الصيدلة علم له علاقة وثيقة بعلمَي النبات والكيمياء، لذلك نجد أن الوصفات الطبية التي دوَّنها ابن البيطار في كتبه أثبتت نجاحاً عظيماً في الشرق والغرب، وأعتمدت كأساس لعلم العقاقير، وكتابه الجامع كان قد استعمل في تكوين أول صيدلية إنكليزية أعدتها كلية الطب في عهد جيمس الأول

مؤلفات ابن البيطار وتميزه العلمي:

وقد أدى ذلك المناخ العلمي والفكري الملائم وازدهار العلم الطبي الذي عاش ابن البيطار في كنفه ـ إلى نبوغه العلمي، الأمر الذي يبدو في المؤلفات العديدة التي تركها، ومن أهم هذه المؤلفات:

كتاب ميزان الطب.

كتاب شرح أدوية ديسقوريدس.

كتاب الأفعال الغريبة والخواص العجيبة.

كتاب المغني في الأدوية المفردة.

كتاب الجامع في الأدوية المفردة.

ومن الجدير بالذكر أن ابن البيطار قد استفاد من الإسهامات التي قدمها ديسقوريدس والذي كان له مؤلفات هامة من بينها كتاب (الحشائش) الذي قام ابن البيطار بترجمته(11) ونقل منه الكثير في كتابه (الجامع للأدوية المفردة)، وعندما قام ابن البيطار بترجمته لم يكتف فقط بترجمته ونقل نصوصه، ولكنه امتاز بعمق المعرفة والدقة في تناوله، حيث جمع المصادر الهامة لمادة البحث ولم يكتف بمصدر واحد فقط، بل رجع إلى عدة مصادر وعقد بعض المقارنات بين ديسقوريدس وجالينوس وعلماء العرب السابقين، وقد كان حريصا على نقل أسماء النباتات بدقة، وأضاف العديد من التعليقات على هوامش الكتاب (الحشائش) للزيادة في الإيضاح وتوصل إلى نتائج جديدة.

ومن تصفُّح مؤلفات ابن البيطار نجد أنه قد استفاد أيضًا من جالينوس Galenos (31ق.م) حيث تأثر بمؤلفاته الكثيرة، ومن بينها كتابه الذي يتضمن أن الطبيب الفاضل يجب أن يكون فيلسوفا، وكذلك بكتابه (الاسطقسات) (العناصر) وكتابه (التشريح الكبير) وكتابه (حيلة البرء). وقد كان جالينوس أول الأطباء الذين أجروا اختبارات للوقوف على طريقة عمل بعض الأعضاء مثل الكُلَى، وصلة الحبل الشوكي بحركات الجسم، والحساسية، وطريقة عمل التنفس والنبض فأثبت علميا أن الشرايين تحتوي على دم وتنقله، على ما يذهب إليه الأب جورج قنواتي(12).

العالم المسلم أبن البيطار Fa19q4
ومن أبرز إنجازات جالينوس والتي تأثر بها ابن البيطار، اهتمامه بإجراء التجارب وتحضير الأدوية فقد كان جالينوس يحضر الأدوية بنفسه، وقد وصف 473 وصفا طبيا من مختلف المصادر نباتات وحيوانات ومعادن. وإذا كان ابن البيطار قد استفاد من علماء اليونان، فإنه أيضًا قد تأثر بعلمائنا العرب الذين قد تأثروا بدورهم بالعلم اليوناني، ومن أبرز هؤلاء العلماء، أبو حنيفة الدينوري(13)، الذي كان من علماء اللغة المعروفين، والذي وضع كتابا في النبات، ولم يصف مثله في اللغة العربية، إذ يعد أول كتاب عربي ألّف في النبات، وإن كان العرب قبله قد تكلموا في النبات، بدليل أنه نقل هو نفسه من كثير من العلماء الذين سبقوه في هذا الميدان، إلا أنهم لم يضعوا كتابا معروفا متكاملا في ذلك(14).

ويقول أبو حنيفة في كتابه: (لقد جمعت فيه كل ما كانت العرب تعرفه في هذا العهد من نباتات، وقد انتهى أثناء الحديث عن كل نبات بذكر ما وضعه العرب من شعر ونثر، جامعا فيه بين ما قاله ورواه لغويو العرب في النباتات، وما كتب من هذه النباتات لدى الأمم الأخرى)(15).

وقد استفاد ابن البيطار من أبي حنيفة الذي كان نباتيا لغويا، بينما كان ابن البيطار عشابا وطبيبا نباتيا، تحدث عن النبات وأوصافه، أصله وساقه وورقه وزهره وثمره، حتى لا يخلط بين نبات نافع وآخر ضار، ثم يقف على ذلك بذكره ما يستخلص منه من عقار مفيد في العلاج، وكيف يؤخذ كدواء ومتى يؤخذ، وكيف يعد وكيف يتم تعاطيه ومقدار الجرعة(16).

كما استفاد ابن البيطار من العالم الطبيب والفيلسوف ابن سينا الذي استقصى نسبة كبيرة من النباتات، والتي كانت معروفة في عصره، فأورد في كتابه (القانون) طائفة كبيرة من النباتات الشجرية والعشبية والزهرية والعطرية والطحلبية، وبين الأجناس المختلفة من النباتات والأنواع المختلفة من الجنس الواحد وذكر المتشابه وغير المتشابه، وعُني بذكر مواطن النبات والتربة التي ينمو فيها إن كانت ملحة أو غير ملحة(17).

ولكن نجد تميز ابن البيطار عن ابن سينا في كثير من المواضع، فبينما نجد ابن سينا يهتم بدراسة النبات، ويتناوله تناولا عامٌّا من حيث أوصافه الدقيقة، التي تميزه عن غيره، وذكر منابته ـ نجد ابن البيطار يركز على الخصائص الطبية وفوائده في العلاج ومداواة الأمراض، ويوجه اهتمامه إلى تفصيل المزايا الطبية، ويقارن الباحث الجنبلاطي(18) بين مقدرة ابن سينا وابن البيطار بقوله: (وليس معنى ذلك أن نتهم ابن سينا بالقصور في أبحاثه الخاصة في علم النبات أو أنه يفضل الخصائص الطبية، بل كان يعطيها من الأهمية مثل ما يعطي وصفًا للنبات، ومن هنا تتضح دقة ابن سينا، وإن لم يكن صيدليٌّا كما كان ابن البيطار، فابن سينا كان اهتمامه في مجال التأليف الطبي المتسق الذي يتناول الطب والصيدلة معًا، بينما كان ابن البيطار يهمه مجال الصيدلة وحده).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aymanmtr
مراقب
مراقب
aymanmtr


عدد الرسائل : 974
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 07/01/2009

العالم المسلم أبن البيطار Empty
مُساهمةموضوع: رد: العالم المسلم أبن البيطار   العالم المسلم أبن البيطار Icon_minitime1الأحد يناير 18, 2009 9:30 pm

كما تأثر ابن البيطار بالشريف الإدريسي الذي يعد عالما جغرافيا وعالما نباتيا، خاصة بكتابه (الجامع لصفات أشتات النبات) والذي أتى فيه بأفكار جديدة ومبتكرة، فقد حرص على أن يتجنب ما جاء في الكتب السابقة من خلط وتشويه وتقصير، وأنه اتخذ مسلكا فريدا يهدف إلى التعريف بأسماء النباتات بلغاتها المختلفة من يونانية وفارسية، وهندية وبربرية، ولاتينية ـ مما يذكرنا بإنجاز البيروني في كتابه (الصيدلة في الطب) ـ وترتيبها على حروف المعجم، وهذا أيضًا ما فعله ابن البيطار، حيث سار على نهج الإدريسي، ناقدا المتقدمين على تقصيرهم في هذا الشأن.

كما تأثر ابن البيطار بالغافقي النباتي المشهور الذي يعد من أعظم الصيدليين العرب أصالة، حيث أخذ منه أجزاء غير قليلة من كتابه في الأدوية المفردة(19). كما لا يمكن إغفال تأثر ابن البيطار بكثير من العلماء العرب والصيادلة والعشابين، والذين تظهر أسماؤهم في مؤلفاته مثل الزهاوي وابن جزلة وأبو بكر الرازي وابن سمحون، وثابت بن قرة، وماسرجويه، وابن العوام، الذين كتبوا تراثا ضخما، تمكن ابن البيطار من الاستفادة منه وتوظيفه في تأسيس علم الصيدلة وتأصيله عند العرب والمسلمين.

تصنيف الأمراض والأدوية والعلاجات:

ومن مظاهر التقدم العلمي الطبي عند العرب تصنيفهم للأمراض وذلك للتسهيل عليهم في علاجها، فكانوا يعرضون للأمراض وأسبابها وأعراضها وعلاماتها وطرق علاجها، وقد ظهرت لدى أطباء العرب في هذه المرحلة التي عاش فيها ابن البيطار ظاهرة لم يلتفت إليها من قبل دارسو تاريخ العلوم ألا وهي (الجداول الطبية). وقد ظهرت هذه الطريقة المنهجية عند ابن التلميذ (ت 560هـ) في مخطوطه (المغني في الطب) حيث نرى عرضا منهجيا واضحا للأمراض، فهو يعرض في أول الجدول للمرض، وفي منتصفه للسبب الذي أدى إلى هذا المرض، وفي الأخير للأعراض المصاحبة له، وهذا واضح في كثير من الأمراض، وخاصة الأمراض الحادثة في الجفون ومداواتها، والأمراض العارضة في ملتحمة العين ومداواتها، وفي أمراض ثقب الحدقة ومداواتها، وفي الشبكية، والغشاء المستبطن للأضلاع والعضل المحركة للصدر وعلل الحجاب(20).

وقد ازداد النزوع نحو تصنيف الأمراض عن طريق الجداول حتى إن كتاب ابن البيطار (قانون الزمان في تقويم الأبدان) عبارة عن جداول طبية فقط، ويبدو ابن البيطار في هذا الكتاب في صورة (الطبيب) وليس (العشاب)، ذلك اللقب الذي اشتهر به.

ومثلما اهتم الأطباء بتصنيف الأمراض، اهتموا أيضًا بوضع مصنفات للأدوية والعلاجات، وعقدوا فصولا مستقلة في كتاباتهم عن تصنيف الأدوية، فنرى هذا واضحا في كتاب (الدرة البهية) لابن البيطار، حيث يشير إلى الأدوية والأغذية وأهميتها لبدن الإنسان، ويوضح اختلاف الدواء باختلاف المرضى والمرض، فنراه يقول: (إذا كان في كل دواء من الأدوية قوى كثيرة مختلفة لا توافق المرض الواحد من جميع جهاته، فيجب معرفة أدوية كثيرة مختلفة المزاج، أو القوة نافعة من مرض واحد يختار منها المعالج الأليق بغرضه، والأصلح لقصده بحسب ما يراه من الأسباب الخاصة).

ويتابع ابن البيطار قوله: (واعلم أن الشيء الوارد على بدن الإنسان، إما أن يجعله البدن إلى ملازمته، وهذا هو الغذاء المطلق، وإما أن يغير هو البدن ويقهره، وهذا هو الدواء الفعال، وإما أن يغيره البدن ثم يعود هو فيغير البدن إلى مزاج كمزاجه وهذا هو الدواء المطلق، وإما أن يغير البدن ثم يعود البدن فيغيره آخر، وهذا هو الغذاء المداوي، ولما كان الدواء القتال أقوى من البدن غيره وأفسده والدواء المطلق والغذاء المداوي قوتهما مقاربة لقوة البدن)(21).

والفرق بين الغذاء والدواء، أن الغذاء يفعل فيه البدن، والدواء يفعل هو في البدن، ومن هنا نرى أن الأطباء المسلمين يعتمدون في أول الأمر على التغذية ثم الأدوية ثانيا. ومع أن التغذية لم تكن حتى منتصف القرن الماضي توصف بأنها (علم) إلا أنها صارت اليوم تخصصا علميا دقيقا)(22).

وتُعَدّ التغذية من البحوث الطبية الواسعة في العصر الحديث(23)، ولكن الأطباء المسلمين وعلى رأسهم البيروني وابن البيطار كانوا ـ منذ وقت مبكر ـ ينظرون هذا النظر الصائب، فإننا نجد البيروني مثلا يوضح في كتابه (الصيدلة في الطب) أسلوبا طبيٌّا راقيًا، كان متبعا عند الأطباء المسلمين في معالجاتهم وهو (ميلهم في العلاجات إلى الأغذية الدوائية أكثر منه إلى الأدوية السّمّيّة، إلا عند الاضطرار، وأوصوا بالاقتصار في العلاج على الأغذية والتنوق في تركيبها وترتيبها، فإن لم يقنع ذلك دون الأدوية، فالميل إلى بسائطها المفردة ثم من المركبة إلى ما هو أقل أخلاطا)(24).

فابن البيطار والبيروني، يؤكد كل منهما على أهمية التداوي بالأغذية الطبيعية والنباتات الطبية بدلا من استخدام العقاقير الكيميائية التي لها جوانب ضارة وآثار جانبية ـ ويبدو أن لديهم تجاربهم الخاصة وممارساتهم التي كشفت لهم صحة هذا ـ فإذا كان لابد من تناول عقاقير، فيفضل بسائطها المفردة على المركبة إذ الإكثار من العناصر التي تدخل في تركيب الدواء قد تكون لها عواقب وخيمة على صحة المريض، ويؤيد الطب الحديث هذا الأسلوب العلمي في النظر إلى الدواء، وقد أخذ يتجه إليه الآن بعد أن اكتشف الآثار الخطيرة لمركبات العقاقير، التي تصلح من جانب وتضر من جوانب أخرى. ومن هنا لا يكون غريبا أن نجد (ابن النفيس) مثلا يقول في أحد كتبه: (إنا لا نؤثر على الدواء المفرد دواء مركبا إذا تم الغرض بالمفرد، لكنا قد نضطر إلى التركيب تارة لتقوية قوة الدواء وتارة أخرى لإضعافها)(25).

ومن هنا نلاحظ تعدد المستويات العلاجية بحسب قوة الدواء وقوة البدن، والملاحظ أيضًا أنهم كانوا يلجؤون لإعطاء أقل الأدوية تأثيرا في الجسم عموما أملا في علاج المرض بأقل قدر من التدخل في تركيبه الفسيولوجي Physiology.

وكما أشرنا من قبل أن الأطباء في هذه المرحلة قد عقدوا فصولا مستقلة في كتاباتهم الطبية عن تصنيف الأدوية والأغذية فنرى هذه الخاصية الكبرى كما هي واضحة عند ابن البيطار في كتابه (الدرة البهية) واضحة لدى (ابن النفيس) في موسوعته الكبرى (الشامل) الذي خصص بها ثمانية وعشرين كتابا للأدوية والأغذية المفردة، ونجد هذه الخاصية أيضًا عند طبيب آخر وهو (داود بن أبي البيان) الإسرائيلي (ت 634هـ) في كتابه (الدستور البيمارستاني)(26). الذي وضعه في اثني عشر بابا، وهو كتاب يشتمل على الأدوية المركبة المستعملة في أكثر الأمراض المقتصر عليها في البيمارستان، وهذا أيضًا ما ظهر في كتاب (ابن عقيل) بهجة الفكر (حيث ذكر أن للدواء الواحد شكلين، شكلا إذا كان المريض طفلا، وشكلا آخر إذا كان المريض بالغا(27).

ومن تصفح مؤلفات ابن البيطار نجده وابن النفيس وابن أبي عقيل وغيرهم من أطباء المسلمين يهتمون بسِنّ المريض إذا كان طفلا أو بالغا، فكل سن تحتاج إلى دواء معين، كما اهتموا أيضًا بتصنيف الأدوية بحسب الأمراض وأنواعها، كما أن للأدوية واستخدامها درجات يجب على الطبيب عدم تخطيها(28) كما نلاحظ عند أبي العلاء بن زهر في كتابه (التذكرة)(29).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aymanmtr
مراقب
مراقب
aymanmtr


عدد الرسائل : 974
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 07/01/2009

العالم المسلم أبن البيطار Empty
مُساهمةموضوع: رد: العالم المسلم أبن البيطار   العالم المسلم أبن البيطار Icon_minitime1الأحد يناير 18, 2009 9:33 pm

ابن البيطار بين الأسلوب العلمي والنقد المنهجي:

لقد ألّف ابن البيطار أوسع كتبه في موضوع علم النبات، وأعمقه، بل أهم كتاب ألف ـ كما يقول باحث معاصر(30) ـ في علم النبات طول الحقبة الممتدة من ديسقوريدس إلى القرن السادس عشر الميلادي، فقد كان هذا الكتاب (الجامع في الأدوية المفردة) دائرة معارف حقيقية في هذا الموضوع، ضمت بين دفتيها كامل الخبرات الإغريقية والعربية، لذا يجب القول إن ابن البيطار أعظم عالم نباتي وصيدلي في القرون الوسطى، ولو أخذت الأمور على حقيقتها فهو أعظم عالم نباتي وصيدلي في جميع العصور على حد تعبير المستشرق (رام لاندو) في كتابه (الإسلام والعرب).



وقد أوضح ابن البيطار في كتابه (الجامع في الأدوية المفردة) الأهداف التي اختارها فيه، ومنها يتجلى أسلوبه في البحث وأمانته العلمية عند النقل، واستناده على التجربة، كمعيار لصحة الأحكام إذ يقول: (يذكر ماهيات هذه الأدوية وقوامها ومنافعها ومضارها وإصلاح ضررها، والمقدار المستعمل في جرمها أوعصارتها أو طبخها، والبدل عنها عند عدمها).

ويقول عن محتويات كتابه: (استوعبت فيه جميع ما في الخمس المقالات من كتاب الفاضل ديسقوريدس بنصه، وكذا فعلت أيضًا بجميع ما أورده الفاضل جالينوس في الست المقالات من مفرداته بنصه، ثم ألحقت بقولهما من أقوال المحدثين في الأدوية النباتية والمعدنية والحيوانية، ما لم يذكراه، ووضعت فيه عن ثقات المحدثين وعلماء النباتيين ما لم يضعاه، وأسندت في جميع ذلك الأقوال إلى قائلها، وعرفت طريق النقل فيها بذكر ناقلها، فما صح عندي بالمشاهدة والنظر وثبت لدي ادخرته كنزاً سرياً، وأما ما كان مخالفاً في القوى والكيفية والمشاهدة الحسية في المنفعة والماهية نبذته ظهرياً، ولم أحاب في ذلك قديما لسبقه، ولا محدثا اعتمد غيري على صدقه).

وقد رتب ابن البيطار مفردات كتابه ترتيبا أبجديا، على طريقتهم المتبعة وقتذاك، مع ذكر أسمائها باللغات المتداولة في موطنها، ويقول (جورج سارتون) عن هذا الكتاب: (وقد رتب ابن البيطار مؤلفه الجامع في الأدوية المفردة ترتيبا يستند على الحروف الأبجدية، ليسهل تناوله، وقد سرد أسماء الأدوية لسائر اللغات المختلفة، واعتمد علماء أوروبا على هذا المؤلف حتى عصر النهضة الأوروبية). ولقد تناول مؤرخو العلوم كتاب ابن البيطار السابق، وعلقوا عليه تعليقات ممتازة تدل على قيمته ومكانة المؤلف في مجال علم الأدوية (الصيدلة) يقول محمد زهير البابا في كتابه (تاريخ وتشريع وآداب الصيدلة): (يعتبر كتاب الجامع في الأدوية المفردة لابن البيطار أهم مؤلف في العقاقير ظهر في اللغة العربية حتى زمنه، وصف فيه ما ينوف عن 1400 عقار، منها 300 عقار لم يرد ذكرها في المؤلفات الأخرى.

أما جورج قنواتي في كتابه (تاريخ الصيدلة والعقاقير في العهد القديم والعصر الوسيط) فيقول: (كان القرن الثالث عشر الميلادي للأندلس قرنا ملحوظا لأفول نجمه السياسي وتوقف حركته العلمية، إلا أنه شهد ظهور أكبر موسوعة خاصة بالأدوية المفردة وصلتنا من القرون الوسطى وهي الكتاب الجامع لمفردات الأدوية المفردة لابن البيطار)(31).

ومن الجدير بالذكر أن ابن البيطار التزم بأسلوب الكتابة الدقيقة في تأليفه للكتاب، بل أعد كتابه بطريقة ترتيبه على حروف المعجم وذلك ليسهل على الطالب بطلبه من غير مشقة ولا عناء ولا تعب. واتسم أسلوبه العلمي بالنزعة النقدية، مع التزام الموضوعية والنزاهة العلمية. وذلك يتضح لنا من خلال مناقشته لآراء السابقين عليه من العلماء والأطباء والعشابين، فلقد نقدهم في عدة أمور، وكان نقده بناءً؛ فهو يرفض الآراء التي يثبت أن ناقلها قد انحرف عن سواء السبيل ومنهج العلماء السليم، أو لأنها لم تثبت أمام مقاييسه العلمية التي يعتمد عليها وهو لا يكتفي برفضها، بل إنه يتجاوز الرفض، إلى توجيه النقد الشديد إلى الناقل أو القائل، لأنه افترى على الحق)(32).

وهكذا يتبين لنا أن علة نقده للسابقين لم تقتصر على الطب بمعناه الضيق، وإنما ظهر أيضًا في علم الصيدلة، وهناك العديد من الشواهد التي تدل على النزوع النقدي في هذا النوع من الكتابات والبحوث الخاصة بهذه المرحلة من تاريخ الصيدلة في الأندلس، من ذلك ما نجده عند ابن البيطار الذي قام بنقد كتاب (منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان) وهو الكتاب الذي جمع فيه ابن جزلة (ت 493هـ) الأدوية والأغذية والأشربة، فقام ابن البيطار ونبه على أخطائه وما غلط فيه من أسماء الأدوية، وذلك في كتابه الذي رتبه على حروف المعجم، وجعله بعنوان (الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام) حيث يقول في مقدمته: (أما بعد فإنه ما أشار علي من خلصت بإرادة الخير لي نيته، وندبني إلى ما رجوت ـ أن أتعرض لبعض الكتب الموضوعة في الحشائش والأدوية المفردة، فأستطلع بسائط أدويته وأتعقب ما جرى فيها من التباس أو غلط وأُعلم بما وقع فيه من الأوهام في الأسماء والمنافع، فوضعت في ذلك مقالة، تشتمل معناها على وفاء المقصود، معتمدا على يقين صحيح أو تجربة مشهودة أو علم متحقق)(33).

وإذا كان ابن البيطار قد استطاع أن يرسي قواعد المنهج النقدي، فإنه أيضًا قد وضع أسس المنهج العلمي، ويحددها في أهداف ستة هي: استيعاب القول في الأدوية المفردة والأغذية المستعملة على الدوام والاستمرار، والمقصود بذلك جمع مادته العلمية الطبية الخاصة بلغاتها المختلفة، والأمانة العلمية عند النقل، والتحقق من صحة الأدوية، والاعتماد على الملاحظة والمشاهدة، والاختبار وإجراء التجارب اللازمة للأدوية التي استعان بها في علاجه للأمراض ووصف الأعشاب والنباتات، كما أنه قام بتحضير الأدوية واستخدام النسبة والكمية في إعداد الكميات اللازمة للعلاج، وحذّر من الإفراط في أخذ العلاج أو الابتعاد عن أخذ الكمية المحددة.

ومن خلال المقارنة بين طريقة ابن البيطار والطريقة التي يسير عليها العلماء المحدثون نجد أنه توجد جوانب مشتركة بين ابن البيطار والعلماء الذين اعتمدوا على المنهج التجريبي الذي يقوم على الملاحظة، ويمكن أن نستدل على معنى الملاحظة من خلال مؤلفات ابن البيطار بالقول: إن الملاحظة عنده تعني التوجه الحسي والعقلي المقصود إلى ظاهرة من المظاهر للكشف عن حقيقتها ومعرفة علّتها وليس الوقوف أمامها دون تعليل علمي لها، وقد ذكرها ابن البيطار بلفظ المشاهدة(34).

واستخدم ابن البيطار (التجربة) وكان يطلق عليها اسم (الاختبار) فقد قام بممارستها عند اختباره للأعشاب والنباتات لكي يستخرج منها العقاقير اللازمة لعلاج الأمراض، وكانت التجربة عنده مرتبطة بالفرض الذي يعد أبرز صور الإبداع العلمي، وذلك بتحقيق شروط الإبداع التي تكشف عن التماثل في المختلِف، والوحدة في المتنوع، عندما يعتمد الباحث على ربط مسار الوقائع في خط متصل، (فالفرض بذلك هو أكثر صور التعبير عن المشكلة العلمية خصبا وإنتاجا، فهو بذلك تخمين وحدس يتضمن ظرفا لم يبرهن عليه بعد في الوقائع المتاحة، ولكنه جدير بالاستكشاف).

وكما يؤكد الدكتور أحمد أبو باشا أن الفروض العلمية من أهم خطوات التفكير العلمي، لأن ملاحظة الظواهر وإجراء التجارب عليها لن يكون ذا قيمة إلا إذا تدخل الباحث مفسرا لما لاحظه أو جربه، مفترضا وجود علاقات معينة تكفي لفهم سلوك الظاهرة المعينة والتعرف على أسباب ونتائج حدوثها وعلى الباحث أن يمتحن فرضه العلمي ليثبت صدقه)(35).

ولقد أدرك ابن البيطار أهمية الفرض ودوره الهام وعدّه هامٌّا من عناصر المنهج التجريبي حيث إن له دورا حيويا في مجال البحث العلمي ومعرفة تركيب الأدوية والعقاقير وكيفية استخلاصها من النباتات والأعشاب والوصول إلى التحقق منها وكيفية صحّتها وأهميتها لعلاج الأمراض.

ولا أدل على ذلك من وصفه للنباتات والأعشاب من خلال ملاحظته لها، من حيث أوصافها وخصائصها ومنافعها الطبية والدوائية، وتأكيده على عنصر التجربة حين يقول: (فما صح عندي بالمشاهدة والنظر، وثبت لدي بالتجربة لا الخبر)(36)، كما يقول في موضع آخر: (ما كان مخالفا في القوى والكيفية، والمشاهدة الحسية في المنفعة والماهية للصواب والتحقيق أو أن ناقله أو قائله عَدَلا فيه عن سواء الطريق نبذته ظهرا، وهجرته مليٌّا، وقلت لناقله أو قائله: لقد جئت شيئًا فريٌّا، ولم أحاب في ذلك قديما لسبقه، ولا محدثا اعتمد غيري على صدقه)(37).

ويؤكد ابن البيطار ـ كما لاحظت ذلك باحثة في مؤلفاته(38) ـ على أهمية التجربة، ويقصد بالتجربة ما ثبتت صحته ويتحقق من صدقه من خلال ملاحظة النباتات وامتحان خواصها وتصنيفها ومتابعة أحوال النباتات ورصد مراحل تطورها، ثم القيام بعد ذلك بتدوين وتسجيل أسماء الأدوية، ويكتب الاسم مضبوطا بالشكل والنقط، فهو يتوخى الدقة والحرص في إقامة التجارب والاختبارات للنباتات.

بل إن ابن البيطار يبين لنا منافع الأدوية، وأهميتها لعلاج الأمراض، ويحدد القدر المناسب منها ويحذر من الإفراط في استخدامها، لأنه قد يؤدي إلى الضرر بالإنسان، كما يبحث عن البديل منها للدواء الأصلي إذا كان غير متوفر، فليس من الضرر الاستعانة بغيره إذا لم يتيسر الحصول عليه(39).

ولم يقتصر ابن البيطار على الاستعانة بالنباتات والأعشاب ذات الأصول النباتية بل هو قد استعان بذات الأصول الحيوانية، والتي يتخذ منها العقاقير، مثل حديثه عن (ابن عرس) وأصناف من الطير، وبعض الأرانب البرية، وبعض الحيوانات البحرية، وهو في كل ذلك يعرض لتشريح بعضها ويعتمد على الوصف والملاحظة الدقيقة، إضافة إلى إجراء التجارب عليها واستخلاص أدوية من بعضها. كما تناول بالوصف والشرح عددا من الأدوية والعقاقير ذات الأصول المعدنية، والأحجار التي يمكن الاستفادة منها في استخراج مواد فعالة علاجيا فيذكر الآبار وهو الرصاص ومعادن وأحجارًا أخرى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aymanmtr
مراقب
مراقب
aymanmtr


عدد الرسائل : 974
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 07/01/2009

العالم المسلم أبن البيطار Empty
مُساهمةموضوع: رد: العالم المسلم أبن البيطار   العالم المسلم أبن البيطار Icon_minitime1الأحد يناير 18, 2009 9:37 pm

ابن البيطار واستقرار المصطلح الطبي:

ولم تقتصر جهود ابن البيطار على ذكر مئات الأدوية والعقاقير، وإضافة عشرات من الأصناف ذات الأصول النباتية والحيوانية والمعدنية التي لم تكن معروفة من قبل، ويساهم في تأسيس الصيدلة العربية على أسس علمية وتجريبية، بل هو قد ساهم في استقرار المصطلح الطبي العربي وأثرى معجمه الذي أصبح من بعده مصدرا ثريا لكل أطباء أوروبا والغرب.

ويبدو أن اهتمام الأطباء العرب في القرنين السادس والسابع الهجريين بعلوم اللغة إلى جانب اشتغالهم بالطب كان له أكبر الأثر في صياغة واستحداث المصطلح الطبي، فإننا نجد (ابن التلميذ) كان يحضر مجلسه الطبي خلق كثير يقرؤون عليه، وكان اثنان من النحاة يلازمان هذا المجلس ولهما منه الإنعام والافتقاد، فإذا وجد أحد المشتغلين عليه يلحن في قراءته، يترك أحد ذينك النحويين يقرأ عنه وهو يسمع) وقد قال عنه أصدقاؤه: إنه كان من المتميزين في العربية)(40).

وقد شهد القرنان السادس والسابع الهجريين مجموعة من كبار الأطباء الذين كانت لهم شهرة كبيرة في علوم اللغة، فنجد عبداللطيف البغدادي ـ من كبار الأطباء العرب ـ يضع مؤلفا في اللغة وعلومها(41). ونجد ابن النفيس ـ مكتشف الدورة الدموية الصغرى ـ يختصر من تصنيفه في اللغة العربية كتابا في جزأين، يروي العمري أن النحوي الكبير ابن النحاس يقول: (لا أرضى بكلام أحد في القاهرة في النحو غير كلام ابن النفيس)(42). وقد كان هذا الأخير يهتم اهتماما كبيرا بتحديد مفهوم كل مصطلح، وتوضيح دلالة كل لفظ يستخدمه، وهو منتبه لخطورة هذا الأمر، وما يحدثه غموض اللفظ أو عدم تحديده من فوضى معرفية، ولهذا احتشدت عملية تعريب المصطلح اليوناني، وعقدوا لذلك فصولا مستقلة في كتاباتهم كما فعل (القلانسي السمرقندي) (ت 620هـ) في كتابه (الأقراباذين)(43) حين خصص الباب العشرين منه لموضوع (في تغيير أسامي الأدوية المركبة باليونانية)(44). ثم تلاه بباب جعله بعنوان (في شرح أسامي الأدوية المركبة بالعربية)(45).

وقد أدّت هذه الجهود التي نرى أن الخوارزمي في كتابه (مفاتيح العلوم) وكذلك البيروني في كتابه (التفهيم لأوائل علم التنجيم) قد بدأها منذ وقت مبكر، إلى ترادفات اصطلاحية حاول علماء هذه المرحلة أن يحيطوا بها، كما نرى في مختصر مفردات ابن البيطار، حيث يبدأ المؤلف حرف الميم بشرح معنى مصطلح (حَب الملوك) فيقول: (ما هو بذاته تأويله بالفارسية القائم بنفسه، أي أنه يقوم بذاته في الإسهال ويسميها عامة الأندلس طرطقة وبعضهم يسميه بالسيسبان، ويعرف بحَب الملوك عند أطباء المشرق)(46).

وفي إطار هذه الجهود الرامية إلى إقرار مصطلح جديد، ظهرت عند أطباء المرحلة مقدرة فائقة على ربط اللفظ العربي الجديد بالدلالة الخاصة به وتأسيس المصطلح الطبي على إطار اللغة وجذور الاشتقاق، كما يظهر ذلك واضحا من خلال تلك التعليمات التي يقدمها ابن أبي عقيل (ت 657هـ) في كتابه (بهجة الفكر) في شرحه لمكونات العين وتشريحه الدقيق لها(47).

من خلال هذه الجهود العلمية الدقيقة للأطباء العرب استقر مصطلح طبي وعربي متكامل تجانست فيه لغة العلوم الطبية وتم احتواء ما بقي من مصطلحات يونانية لن يتم تعريبها لنسبتها إلى أشخاص بعينهم مثل (ترياق ـ المثرود يطوس). وقد أسهم انضباط المصطلح الطبي واستقراره في انضباط البحث العلمي واتصاله بعيدا عن أي تشتت منهجي يمكن أن يؤدي إليه عدم الدقة في استخدام المصطلح الطبي(48)، وكان لهذا انعكاسه الملموس في تطور المصطلح العلمي عند العرب والمسلمين في مختلف العلوم الطبيعية، واتجاهها إلى مزيد من الدقة والموضوعية.

وهكذا كانت لبحوث ابن البيطار في عالم الأعشاب والنباتات الطبية، وكذلك تجاربه الدوائية، واعتماده على الملاحظات الدقيقة والتجارب العميقة في هذا العلم التجريبي أثره الذي لا ينكَر في تقدم هذا العلم وتطوره على يد العرب والمسلمين، خاصة وأن المسلمين تمكنوا من صياغة المصطلحات الطبية المناسبة وقاموا بتعريب كثير منها وتطوير مشتقاتها اللغوية، مما ساعد على تكوين المعجم الطبي العربي الذي أصبح مصدرا علميا دقيقا لأطباء العالم، ساعدهم على تطوير علم الصيدلة فيما بعد.

ومن المؤكد أن تأثير ابن البيطار وأمثاله من التجريبيين المسلمين المشتغلين بالنباتات والأعشاب والكيمياء الدوائية، والمؤلفين لكتب في علم الصيدلة والعقاقير الطبية ـ قد وصل أثره العميق إلى أوروبا في عصر النهضة، مما دعا المستشرقة (زيغريد هونكه) إلى القول بأن (اثنان أخذا علمي الأدوية والكيمياء العربية كعلوم منبثقة عن التجربة والمراقبة وفي خدمة الحياة المتطورة وحاولا إنقاذ ميزاتها التجريبية، وهما روجر بيكون وأرنولد الفيللانوفي، فقد رأيَا في التجربة التي أخذاها عن العرب السبيل الحقيقي للوصول إلى نتائج حاسمة في العلوم الطبيعية، وخاصة في الكيمياء، وعاصرا التأثير العربي في ميدان علم العقاقير في أوروبا فترة النهضة وتعداها حتى وصل إلى القرن التاسع عشر، حيث ترجمت أجزاء من كتاب (الجامع) لابن البيطار، واستعملت مصادر عربية في تصنيف الأقراباذين الأوروبي) حتى تقول المستشرقة (هونكه): كل صيدلية ومستودع أدوية في أيامنا هذه، إنما هي في حقيقة الأمر نصب تذكاري للعبقرية العربية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العالم المسلم أبن البيطار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العالم المسلم ابوبكرالرازي
» أمير خان الملاكم المسلم بطل العالم للوزن الخفيف لقن يهودياً درساً لن ينساه على حلبة المصارعة البريطانية
» برنامج حقيبة المسلم
» اعظم طفل في العالم
» اكبر تورتة في العالم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات روائع مـطـر- Rwaa3 Matar :: المجالس العلميه :: شخصيات تاريخيه-
انتقل الى: