hasangaal مراقب
عدد الرسائل : 292 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 11/01/2009
| موضوع: معاذ بن جبل(رضي الله عنه) الإثنين فبراير 09, 2009 1:23 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم أسلم الفتى معاذ بن جبل على يدي الداعية المكي مصعب بن عمير ، وفي ليلة العقبة امتدت يده فصافحت يد النبي الكريم وبايعته ... ـ وما إن عاد معاذ بن جبل من مكة ، حتى كوَّن هو ونفر صغير من أصدقائه جماعةً لكسر الأوثان ، وانتزاعها من بيوت المشركين في يثرب في السرِّ ، أو في العلن . وكان من أثر حركة هؤلاء الفتيان إسلام رجل كبير في المدينة هو عمر بن الجموح . ـ ولما قدم الرسول الكريم على المدينة مهاجراً لزمه معاذ بن جبل ملازمة الظل لصاحبه ، فأخذ عنه القرآن ، وتلقى عليه شرائع الإسلام ، حتى غدا من أقرأ الصحابة لكتاب الله ، وأعلمهم بشرعه . ـ حدَّث يزيد بن قطيب ـ وهو أحد التابعين ـ دخلتُ مسجد حمص فإذا أنا بفتىً جعد الشعر ، قد اجتمع حوله الناس ، فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ .. ـ وروى أبو مسلم الخولاني قال : أتيتُ مسجد دمشق ، فإذا حلقة كهول من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ... وإذا شاب فيهم أكحل العينين براق الثنايا ، كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى ، فقلت لجليس لي : من هذا الفتى ؟ فقال معاذ بن جبل . ـ وحسب معاذ شهادة أن يقول عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل " . ـ ولما جاءت رسل ملوك اليمن إلى رسول الله تعلن إسلامها وإسلام مَن ورائها ، وتسأله أن يبعث معها من يعلِّم الناس دينهم ، انتدب لهذه المهمة نفراً من الدعاة ، وأمَّر عليهم معاذ بن جبل رضي الله عنه ... وقد خرج النبي عليه الصلاة والسلام يودِّع بعثة الهدى والنور هذه ، وأخذ يمشي تحت راحلة معاذ ، ومعاذ راكب ، ثم أوصاه وقال : يا معاذ إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا ، فبكى معاذ جزعاً لفراق نبيه ، وبكى معه المسلمون . ـ وفي أيام الفاروق أرسل إليه واليه على الشام يقول : يا أمير المؤمنين إن أهل الشام قد كثروا ، وملئوا المدائن واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ، ويفقههم بالدين ، فأعنِّي ـ يا أمير المؤمنين ـ برجال يعلِّمونهم . فدعا عمر النفر الخمسة الذين جمعوا القرآن في زمن النبي عليه الصلاة والسلام وهم : معاذ بن جبل ، وعبادة بن الصامت ، وأبو أيوب الأنصاري ، وأبي بن كعب ، وأبو الدرداء . قال لهم عمر : إن إخوانكم من أهل الشام قد استعانوني بمن يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين ، فأعينوني بثلاثة منكم ، فإن أحببتم فاقترعوا... وإلا انتدبت ثلاثة منكم . فقالوا : ولِمَ نقترع ؟ أبو أيوب شيخ كبير ، وأبيُّ رجل مريض ، وبقينا نحن الثلاثة . فقال عمر : ابدؤوا بحمص ، فإذا رضيتم حال أهلها فخلفوا أحدكم فيها وليخرج وأحد منكم إلى دمشق ، والآخر إلى فلسطين . فقام أصحاب رسول الله الثلاثة بما أمرهم به الفاروق في حمص ، ثم تركوا فيها عبادة بن الصامت ، وذهب أبو الدرداء إلى دمشق ، ومضى معاذ بن جبل إلى فلسطين . وهناك أصيب معاذ بالطاعون فلما حضرته الوفاة جعل يقول : ـ مرحباً بالموت مرحباً . ـ زائر جاء بعد غياب . ـ وحبيب وفد على شوق . ثم جعل ينظر إلى السماء ويقول : اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا ، وطول البقاء فيها لغرس الأشجار ، وجري الأنهار .. ولكن لظمأ الهواجر ، ومكابدة الساعات ، ومزاحمة العلماء بالركب عند حِلَق الذكر . اللهم فتقبل نفسي بخير ما تتقبل به نفساً مؤمنة . ثم فاضت روحه بعيداً عن الأهل والعشير ، داعياً إلى الله مهاجراً في سبيله . | |
|
كيان انسان مشرف
عدد الرسائل : 205 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
| موضوع: رد: معاذ بن جبل(رضي الله عنه) الثلاثاء فبراير 10, 2009 5:43 pm | |
| | |
|