شواهد على التغير المناخي

شواهد على التغير المناخي

أثبتت الدراسات العلمية أن متوسطات درجات الحرارة لسطح الكرة الأرضية قد
ارتفع بين 0.4 و .80 درجات خلال القرن العشرين، وتبين أن عقد التسعينيات كان الأكثر
ارتفاعا في درجات الحرارة خلال القرن الماضي، وأن عام 1998، على وجه التحديد، كان
العام الأكبر ارتفاعا منذ بدأت عملية قياس درجات الحرارة عام 1861، وأن موجة
الحرارة العالية التي اجتاحت أوروبا في صيف عام 2003م، وراح ضحيتها الآلاف من
البشر، كانت هي الأسوأ خلال 500 عام، كما كانت موجة الفيضانات المدمرة التي اجتاحت
إنجلترا عام 2000 هي الأشد خلال 270 عاما، بالإضافة إلى ذلك تشير الدراسات إلى
ارتفاع مستوى سطح البحر بين 10 ــ 20 سم خلال المائة عام الأخيرة، كما تشير إلى
زيادة موجات الجفاف الحادة في أفريقيا وآسيا خلال العقود الماضية. كما فقد جليد
جبال الألب ما بين 20 ــ30 في المائة مقارنة بعام 1980، وأيضا زادت موجات الجفاف
والتصحر في (أفريقيا، منطقة الشرق الأوسط، الهند، أستراليا وجنوب أوروبا)، بالإضافة
إلى تعرض العديد من الدول في شرق آسيا إلى أعاصير بسبب موجات الحرارة على شمال محيط
الهادي. وخلال الفترة من يوليو 2007 إلى يونيه 2008، وقع ما مجموعه 364 كارثة ناجمة
عن مخاطر طبيعية، بلغ تأثيرها إلى أكثر من 212 مليون شخص، وقتلت أكثر من 000 240
شخص، وأحدثت أضرارا اقتصادية بلغت قيمتها أكثر من 77 مليون دولار. وأدت الكوارث
المتعددة، مثل الأعاصير الخمسة التي ضربت مدغشقر بشكل متعاقب والأعاصير المدارية
التي عصفت بالفلبين، إلى جعل الذين تضرروا من قبل أكثر ضعفا في مواجهة كل كارثة
جديدة. وكان أشد الكوارث التي وقعت إعصار نرجس، الذي خلف نحو 000 140 شخص بين قتيل
أو مفقود في مينامار، وزلزال سيتشوان في الصين، الذي تجاوز عدد الذين قضوا نحبهم
فيه 000 87 شخص. وشكل الإعصار المداري (جونو) الذي ضرب سلطنة عمان في 6 يونيو 2007
إحدى الدورات الهيدرولوجية الاستثنائية التي تتكرر مرة كل مائة عام، وقد سبب أضرارا
اقتصادية كبيرة بالرغم من الاستعداد المسبق بحدود 4 مليارات بالبنية التحتية
بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالممتلكات و المساكن و المنشآت التجارية، و قطاع
النفط، و توقف صادرات قطاع الزراعة بسبب الخسائر في بعض أشجار النخيل والأشجار
المتنوعة التي تساقطت، وهناك آثار سلبية أخرى على المصادر المائية وزيادة تعكر
المياه و الشعاب المرجانية والأحياء البحرية وعلى الشواطئ بعمليات النحر، كما دمر
الإعصار مراكب الصيادين وأدوات الصيد التي يستخدمونها و شل الحركة بعد توقف مختلف
وسائل الاتصال وتكبدت شركات التأمين خسائر تقدر بملايين الريالات. ولاشك، إن
الفيضانات التي شهدتها مدينة جدة في السابع من شهر ذي الحجة 1430هـ الموافق 24
نوفمبر 2009م كانت نتيجة لتزايد نسبة الأمطار عن النسب المألوفة في المنطقة، وإن
كانت الآثار ترجع إلى عدة عوامل أخرى