مدير المركز الإعلامي للمديرية العامة للدفاع المدني مجيبا إيواء 10 آلاف شخص وحصر 3,6 ألف منزل متضرر و3597 سيارة تالفة
دافع مدير المركز الإعلامي في المديرية العامة للدفاع المدني العميد محمد
عبد الله القرني عن جهود الدفاع المدني الميدانية في الأحياء المنكوبة
جراء السيول والأمطار التي حصلت الأسبوع الماضي. وقال القرني في رده على
سؤال من «عكاظ» في مؤتمر صحافي عقده في مركز الإسناد في المطار القديم وسط
جدة أمس: إن الحدث كان ضخما وكبيرا، والسيول كانت تجرف الشاحنات الكبيرة
وكأنها سيارات صغيرة، ولم يكن من المعقول أن نجابه مثل هذا الأمر الجسيم
بطريقة عشوائية تعرض حياة العاملين في الدفاع المدني للموت المحقق وتزيد
من الكارثة، وعندما تم التأكد من عدم وجود أي مخاطر على حياة العاملين، تم
التدخل بطرق عملية مدروسة وتم إنقاذ عشرات الأشخاص عن طريق الفرق الأرضية
والجوية.
وحدد العميد القرني «بلغ عدد من تم إيواؤهم من جراء سيول
وأمطار جدة حتى مساء أمس الأربعاء ما يزيد عن 2264 أسرة اشتملت على 10566
فردا»، مشددا على وجود عقوبات لمن يمتنع عن إسكان المتضررين.
إنشاء السدود
وأشار
القرني في رده على سوال آخر لـ«عكاظ» حول ما إذا كانت هناك آلية لرفع
النتائج حول التوصية بإنشاء سدود في أودية جدة الشرقية بهدف الإفادة من
مياه الأمطار والسيول ولدرء مخاطرها عن سكان محافظة جدة وممتلكاتهم.
«رؤيتنا تؤيد ذلك، وهي رؤية صائبة، نوصي بإنشاء سدود خرسانية على هذه
الأودية شرقي جدة، وتم عرض الأمر من خلال دراسة قدمتها اللجنة المكلفة على
أمير المنطقة، أوضحنا فيها كافة الأودية التي تشكل خطورة على المحافظة،
وسوف يكون التعامل في هذا الشأن من خلال اللجنة المكلفة به، ونؤيد إنشاء
السدود على مسافات بعيدة للاستفادة من المياه خاصة أن جدة تقع بين الجبال
والبحر».
50 سيارة إنذار
وفي إجابة على سؤال لـ«عكاظ» أيضا، عن
كيفية إخلاء أكثر من 7 أحياء ومناطق سكنية تقع في نطاق الخطر من بحيرة
الصرف الصحي في دقائق وبشكل سريع في حال حدوث الخطر، قال العميد محمد
القرني: هناك متابعة دقيقة لمستويات المياه ومعايير واضحة لمعرفة مستوى
الخطورة في هذه البحيرة، وفي حال وجود أي خلل أو ارتفاع سيتم على الفور
المبادرة في اتخاذ الإجراءات النظامية، وقد يكون منها الإخلاء، وإن كنت
أود توضيح نقطة هامة للغاية هي أنه ليست جميع هذه الأحياء معرضة للخطر في
حال انهيار سد بحيرة الصرف الصحي، بل هناك مناطق آمنة فيها، والتعامل جار
مع هذا الجانب، وفي حال الحاجة سيتم إيفاد سيارات الدفاع المدني، حيث توجد
أكثر من 50 سيارة للدفاع المدني مزودة بصافرات إنذار سوف تتدخل عند الحاجة
إليها.
هاجس البحيرة
وأكد القرني، على أن الهاجس من بحيرة الصرف
الصحي يتجاور مع الهاجس من وجود سيول أو عوامل خارجية، وقال: يجب أن نعي
أن هناك آليات يتم الاعتماد عليها في العمل كما أن بحيرة الصرف الصحي على
مسافة أكثر من 15 كيلو مترا عن أقرب الأحياء السكنية عنها، وسوف يكون
التعامل مع الأمر واضحا في حال الحاجة، بالإضافة إلى الحصر المستمر لكافة
وسائل الاتصال الموجودة في هذه الأحياء بهدف استغلالها عند الحاجة لا سمح
الله.
وأضاف: جرى تدعيم قوات الدفاع المدني في جدة بقوات إضافية من
قوات الطوارئ في الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة، إضافة إلى المخزون
الخاص بهذه القوات والمستخدم في الحج في مخازن حداء، وسيتم الاستعانة بها
في حال الحاجة.
وأكد «هذا المخزون يشارك في دعم جدة، وما تشاهدونه من
توافد الآليات وتواجد العشرات من رجال الدفاع المدني، ما هو إلا إجراءات
احتياطية تم اتخاذها، وندعو الله أن لا نستعين بها، وليتأكد الجميع بأن
ولاة الأمر يقفون خلف كل الجهود لحظة بلحظة، وكل الأوضاع في بحيرة الصرف
الصحي مطمئنة للغاية».
وحمد العميد القرني الله على أن لدى الدفاع
المدني شبكة من قوات الطوارئ تتواجد في 6 مناطق، منها القوات الموجودة في
العاصمة المقدسة، والتي يجري الاستعانة بها حاليا في جدة، وفي حال الحاجة
سيتم تدعيم الفرق بالقوات الإضافية والتي تتحرك في غضون دقائق لما تتمتع
به من تدريبات وخطط ولما تضمه من خبرات، من مهندسين متخصصين، وأكاديميين
باستطاعتهم التعامل مع 18حالة خطرة قد تحدث لا سمح الله، ولدينا تجربة
عملية حقيقية في الحج تستعين بها المنظمات العالمية، وعدد الحالات الثماني
عشرة التي أعنيها بأنها الحرائق الكبيرة، حرائق المواد البترولية، الإنقاذ
في المباني العالية، حرائق الأنفاق، مواجهة المواد الإشعاعية، المواد
الخطرة، المواد الكيميائية، مواجهة السيول والأمطار، حرائق الغابات،
الإنقاذ الجبلي، وانهيارات المباني والجسور والأنفاق.
حقوق الإنسان
ونفى
وصول أي انتقادات لأعمال الدفاع المدني في الأحياء المتضررة من حقوق
الإنسان، وأكمل: «نقدر كافة الجهات العاملة في حقوق الإنسان، ولها أدوار
كبيرة، الجميع يقدرها، وما يتم رصده من سلبيات يتم تفاديه وهو بداية
النجاح». واستطرد القرني قائلا: خلال الأعوام الأربعة الماضية تم تعيين
أكثر من 9 آلاف شخص من حملة الثانوية العامة انضموا لكوكبة الدفاع المدني،
كما تم انضمام أكثر من 200 شخص ممن يحملون شهادات عليا في الهندسة،
الدكتوراه، الجيولوجيا، وفي تخصصات هامة وحيوية ونادرة.
والمح إلى أنه
تم تدعيم فرق الدفاع المدني في جدة إبان سيول الأربعاء بـ 100 ضابط وأكثر
من 500 فرد، إضافة إلى القوة الموجودة التي تقدر بـ 150 ضابطا وأكثر من
1500 فرد، نفذوا مهمات عديدة في الأحياء المتضررة من سيول الأربعاء، كما
تمت الاستعانة بأصحاب القدرات والخبرات وجرى حصر وفاة أكثر من 108 أشخاص
تم التعرف على 84 منهم 59 لسعوديين و35 لمقيمين.
وأكد القرني أنه
يجري حاليا التعرف على بقية الجثث التي لم يتم التعرف عليها حتى اللحظة
وفق آلية واضحة في التعامل مع الجثث بعد العثور عليها، حيث يتم الاتصال
على ذووي المفقودين بهدف التعرف عليها أو يتم حفظها لحين اتخاذ إجراءات
أخرى.
وألمح إلى أنه تم اعتماد 84 لجنة لحصر الأضرار وتم حصر عدة
مواقع متضررة في 55 حيا متضررا في المحافظة، مؤكدا إنجاز حصر أكثر من 3623
منزلا، وأكثر من 3597 سيارة متضررة أو تالفة.
وشدد على أن التعاون كان
كبيرا من عدة جهات في إسكان المتضررين، ولم تستدع الحاجة إنشاء مقرات
إيواء لوجود مبان جاهزة من شقق مفروشة وفنادق، وفي حال الحاجة، فإن هناك
قصور الأفراح والمدارس، كما أكد على وجود عدة مواقع مقترحة لإنشاء مواقع
إيواء، في شرق جدة على مقربة من طريق الحرمين، والثاني في شمال المحافظة
والثالث في جنوبها.